Monday, June 5, 2017

قصة تراجع أشرس ملحد في القرن العشرين

قصة تراجع أشرس ملحد في القرن العشرين عن أفكاره ودخوله الإيمان هناك إله واحد مطلق القدرة


قصة تراجع أشرس ملحد في القرن العشرين


يقولون إن الاعتراف يفيد الإنسان من الناحية النفسية وأنا سادلي باعترافي إن نموذج الانفجار الكبير شيء محرج جدا بالنسبة للملحدين ذلك لأن العلم أثبت فكرة دافعت عنها الكتب الدينية ونظراً لأنه من المؤكد أن الناس قد تأثروا بأفكاري فإنني أحاول تصحيح الضرر البالغ الذي قد اكون الحقته بهم.


هذا ما جاء على لسان البروفيسور البريطاني أنطوني فلو في كتابه هناك إله وهو فيلسوف بريطاني اشتهر بكتاباته في فلسفة الأديان وكان أغلب حياته ملحدًا والف العديد من الكتب التي تدحض فكرة الإله غير أنه في آخر حياته ألف كتاب هناك إله وبدأ يتخلى خلاله عن الإلحاد بعد تفحص عميق للأدلة ثم أعلن تحوله إلى الفكر الربوبي.


قصة إيمان أشرس ملحد في القرن العشرين وإعلانه وجود إله وفقا لما جاء في كتاب رحلة عقل للدكتور عمرو شريف نقلا عن كتاب هناك إله لأنطوني فلو.

يقول أنطوني فلو في كتابه هناك إله ولدت في لندن عام 1923 ونشأت في بيت مسيحي ملتزم إذ كان والدي كاهنا إنجليزيا كبيرا من النشطاء في الكنيسة كما كان محاضرا ثم رئيسا لكلية الدراسات الدينية في كامبريدج ومنذ طفولتي الحقت بمدرسة خاصة كينجزوود Kingswood ومازلت لا أدري سببا لعزوفي عن الدين في صباي كل ما أستطيع قوله هو إن بذرة الإيمان التي كانت داخلي عند التحاقي بالمدرسة ماتت قبل تخرجي فيها.


بداية إلحاده:

كذلك ورثت عن والدي شغفه العقلي ومنهجه في البحث فعندما كان يبحث في قضية من القضايا الدينية كان يجمع ويحلل كل الحجج والبراهين الخاصة بتلك القضية قبل أن يصدر الرأي فيها
ومن المفارقات أن اكتسابي لحب الحكمة واكتسابي لهذه العقلية المدققة المحللة الناقدة عن والدي قد أخذاني بعيدا عن إيمانه وتدينه.

ويمثل إحساسي معضلة الشر والألم أحد العوامل المبكرة وراء اندفاعي تجاه الإلحاد كنت في طفولتي وصباي خلال السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية كثير السفر مع والدي خلال الإجازات الدراسية إلى فرنسا وألمانيا ومازلت أذكر المسيرات الهادرة التي رأيتها في بافاريا والتي تضم الاف الفتيان من فرق الكشافة بملابسهم المميزة والتي تتوعد المعادين للنازية بالهلاك.

ارتسمت هذه المشاهد في عقلي في فترة صباي وظلت بكل ما تحمل من كره تمثل تناقضا مع ما تربيت عليه في عقيدتي المسيحية من أن الله محبة إذ كيف يسمح من يحبنا بهذه الشرور.

وعندما التحقت بمدرسة كنج زوود كان يترأسها رجل من أعظم مديري المدارس كان يشجعنا كثيرا على التردد على المكتبة للاطلاع الحر وكانت موعظة الاحد عندما كان يلقيها بنفسه في كنيسة المدرسة تتحدث عن عجايب الطبيعة وقوانينها ولا تتعرض على الإطلاق لحياة أخرى بعد الموت.

كنت دائم النقاش مع أقراني ومع من هم أكبر مني عمرا حول القضايا الإيمانية التي يطرحها الكهنة وكنت غير متقبل على الإطلاق لفكرة الرب كلي الوجود- كلي العِلم- كلي القُدرة وما إن بلغت سن الخامسة عشرة حتى أعلنت لزملائي رفضي الإقرار بوجود إله لهذا الكون.


وبحلول شهر يناير عام 1946 وكنت قد قاربت الثالثة والعشرين من عمري ذاع الخبر بأنني قد أصبحت ملحدا دهريا وأن قناعاتي لا رجعة فيها.

بداية إيمانه بوجود إله

ثم يتحدث أنطوني فلو عن الأدلة التي أدت إلى تغيير معتقداته بعدم وجود إله وكانت العامل الحاسم فيه فيقول:


1- لقد أثبتت أبحاث علماء الأحياء في مجال الحمض النووي الوراثي مع التعقيدات شبه المستحيلة المتعلقة بالترتيبات اللازمة لإيجاد الحياة انه لابد حتما من وجود قوة خارقة وراءها.

2- لقد أصبح من الصعوبة البالغة مجرد البدء في التفكير في إيجاد نظرية تنادي بالمذهب الطبيعي لعملية نمو أو تطور ذلك الكائن الحي المبني على مبدأ التوالد والتكاثر.


3- لقد أصبحت على قناعة تامة بأنه من البديهي جدا أن أول كائن حي قد نشأ من العدم ثم تطور وتحول إلى مخلوق معقد الخلق للغاية.


4- أن الكون بما فيه من موجودات وقوانين يهي الظروف المثلى لظهور ومعيشة الإنسان وهو ما يعرَف بالمبدأ البشري.


5- العقل خصوصية الإنسان لقد أصبح لا مفر من اللجوء إلى عالم ما وراء الطبيعة لتفسير قدرات العقل الخارقة.

6- واتبعت القاعدة التي تقول أن تتبع البرهان إلى حيث يقودك فقادني البرهان هذه المرة للإيمان.

7- وأضاف فلو صرت امن بإله واحد أحد واجب الوجود غير مادي لا يطرا عليه التغير مطلق القدرة مطلق العلم.

ويعتذر انطوني فلو لكل من تاثروا بفكره الإلحادي ويعترف بخطئه:

يقولون إن الاعتراف يفيد الإنسان من الناحية النفسية وانا سأدلي باعترافي إن نموذج الانفجار الكبير شيء محرج جدا بالنسبة للملحدين ذلك لان العلم اثبت فكرة دافعت عنها الكتب الدينية ونظرا لانه من المؤكد ان الناس قد تاثروا بافكاري فانني احاول تصحيح الضرر البالغ الذي قد اكون الحقته بهم.

شارك المقال

جميع الحقوق محفوظة لـ زيزو برو | تصميم: آمني